Thursday, March 27, 2008

أَدْنُوْ فَتَنْأَى بِالْحَبِيْبِ الْتَّنَائِفُ

::ليلة لها الله ، ويكأنها ألف سنة مما تعدون ؛ تطاولت بها يد الردى فطالت كل طَول ولم تبرح حتى أسقته من آسن كدرها غصصا مذاقها الفقد ، وأحفت أمام ناظريه مَن ذُقْنَ مرارة الثكل فَمَشَيْن لاحبَ الصمت حُسَّرا عوانٍ على مرأى منه !ولم يكن له حين يهم بشئ إلا أن يزجي عزمه بين يديه وليس للعواقب منه حظ إلا ما يخلفه وراء ظهره ، فلا عبرت به ساعة لا تعزه إن صحبته مهجة تقبل الظلم لئلا يجهر بالسوء من القول ، ولعل له من الله بالجهر عذرا والناس من جهل تلومه .وهل إلا على أمثاله تنوب الخطوب ؟! وتدور صروف الدهر ؟! وتشتفي منه عاديات الوقت وجائرات النوائب ؟! فيقف لها طودا لا تهن مراقيه ، ولا تسلك مسالكه إلا بشق النفس وجاهد الجهد! فلم يخفض له في مهامه تيهه العزم رأسا ولم تسبقه غاية وهو معبد قصبات سبقها !ترمي الأيام - غدرا - شواطئ البؤس وأمواج الأسى فيُشرع سفن اليأس بحبل متين من الصبر قوافلَ فألٍ تظللها سوانح الطير ، وتسجر لها حداء مسيرها المطوقاتُ إذ شط بأحبته مزارٌ يدنو له فتنأى بحبيبه تنائف يدلج في مفاوزها السرى ليصل المسير بالمسير والنوى بالنوى حتى إذا حار الدليل ومل الحادي وعرّس الركب اكتحلت عيناه السهد واختضبت وسنا لا يقر له إلا بطارق طيف سامرُ جفن ، فيتلقف الليل الهرم بنفس ذات مقةٍ تخامر صَبَّها لذةُ رِيِّه صفو الوداد منهلا وعذب الوصل مشربا ، فتنيله جوائب رأسه واديا غير زرع يستبيح فيه حرمة الود ، وعلى غيره ممن حَلّه حَرَم ، ولم يُبَح له بدار لم يعفها قدم إلا ساعة أو بعضها من نهار ، غير مستخفٍ بريبة ولا مستوزرٍ غِبَّ ذنب ، فيميد به وهد حلمه أرضا فترتفع له أعلام الوصل وألوية نيل الإرب غيمةَ سماء في يوم صائف يثقلها الماء و يقتلها الظمأ ، فلم يصبه وابل طلها شربة وصل إذ ضنت بها على كبد رطبة ولا أجر لها إن كانت عنه غنية بختر الذمم ، وحل عقد المواثيق التي لم تحكم عقدها على سارية الذكرى بيد مرتعشة !.أما هو فلا يزال يسير محدثا نفسه بحكايات يَئدها ما يَقر في نفسه من سعة الأرض التي لا تبللها سحابةُ صيف ، ولم يرض أن تدخل بكبده الجنة ، وحديثه يطول

No comments: