Thursday, March 27, 2008

حُبِّي لِبَائِعَةِ الْكُرْوَسون

::قصتنا دافئةٌ ...
كليلة حب وردية
...........................
يا أجملَ بنتٍ عربيّه ..
:لم ترَ عيني مثلَ جمالك ..
أو تسمع أذني كفصاحة همس لسانك ..
يا قصةَ أحلامي ..يا أرقي وعذابي ..
منك عذابي وعذابُ فؤادي ..
معذبتي : سبحان الخالق !
سبحان من أبدع خلقك تماثيلا عاجيه ..
لا تخطئ عيناك السهم المسموم بقلبي ، .
.!!.فأخر قتيلا من نصل عيونك ..
وليل يأسي يدركني - لأبيتَ على وجل - في ليل جفونك
أعقل صبري - دون توكل - إن احتضرت أشواقُ الليل بلا مأوى ..
إلا جنات الخلد بأهدابك ..
وأيدٍ جائعة لما يتوارى........... تحت ستارغيابك
عيناك ظننتهما ..
لا تتقن فن الصمت على أطراف يدي ..
وكأني اسمعهنّ يناديني !!،
،نقطة ضعفي ، أني لا أتكلم !!
وكم حاولت !
وكم حاولت !
وحين هممت ..فقدت لساني !!
فجمالك أفضع !
ودلالك أروع !
ونورك أسطع !ونجمك ألمع !
وخلقك أبدع !
مـــــــــــــــــــــــــــن كل العالم أجمع !
فلولا خوفي من ربي .. ،
لظننتك أجمل من حور الجنّه !!
ولولا خوفي أيضا ..
خلت الكون يسير بنظرة عينيك الساحرتين !!
يزري سحرهما سحر الملكين !!
سحرا ينفثه هاروت وماروت !!
سحرا لم يخطر في البال لبابل ..!!
:أتعس شحاذ في الدنيا ..
من يتسول كلمة حب ..
زادا لقلب شاخ شبابه !!
فأنا لا أكتب نزوات عابرة ..
بل أكتب قلبي بدمي ..
فتختنق به أنفاس الأوراق الهشة
..وأموت بألمي !
استسقي وجعا في قلبي
..أزفر أهاتي لسماء لم تهطل بعد !!
أبتهل لربي في محرابي ..
ألا يزيد عذابي ..
وحين أراكِ عذابي يتجدد !!
وألتحف الصمت ..
وأسند ظهري لجدار الغربه ..
وأعيش شريدا ..
أحتضن الذكرى من وهمي !!
وأموت طريدا ..
في سوق الحب الكاسد
يعبث بي ألمي ..!!
وأبيت لهمي - من أول ليلي - ساجد !
دون وضوء وطهاره ..
أيطهرني ماء الهجر الفاسد ؟!
يا أجمل من في حومتنا !
في شوفالي ..
أيسرك قولي : " من حسنك حتى الحسن يغار ؟!"
أيسرك قولي : " كل نساء الأرض بكفه ..وأنت بكفه ؟!إ
ن كنت أنا الميزان !
قلامة ظفر من يدك اليسرى ..
تطيش بنساء الدنيا أجمع !
ولها الرجحان !
إن كنت أنا الميزان !
:لفظ قصيدي أنفاسه !
ولم أكتب عن شوقي ..
خفتُ تجاوزَ حدي ..
ويسوء به أدبي ..
لكني أقسمت - برب الكعبه -
أن أرسم ليل الشوق بمداد الشمس
كلوحة عشق عذريه ..
أقسم قسما أكتبها ..
شعرا يخجل شعرَ الأعشى ..
ترقص تفعليتها الخنساء !!
ويثمل منها في الرمس المتنبي !!:
:فأنا اتخذت قراري ..
أن لا قبلك أحدا ..
ولا أحدا من بعدك .
.ولربي أمري من قبل ومن بعد !!
لكن معذبتي ..
،تركب ( كرُّوستَها ) عصرا
، وتغيب
وأنا أرقبها من شرفة داري
أحترق بناري ..
وأحاول أن أطوي اليأس بصدري ..
لكن يأسي يطويني .
.لأذهب من صبح اليوم الباكر ..
من أجل أراها ..
وأشتري ( كروسونين ) ولا آكلها ..
!بل أعطيها أول من ألقاه ويلقاني !!
ولربي أمري من قبل ومن بعد ..!!::
(سلام الله على ديار تضمها. )

هذا تأويل رؤياي من قبل .. قد جعلها ربي حلما

::لم يحسن المدادُ بصاحبه ظناً ، لينقصَ في قائمةِ الله ِمن إيمانه بقدر سوءِ ظنه بصاحبه ، الذي شاخ
في محرابه مترهباً ، يبتهلُ في معبده لربه ، مستغفراً كبوات مداده ، وعثرات قلمه ، فنذر لله عن الكتابة
صوما من شروق شمسِ الألم إلى أن يذوبَ قرصُ صدى أوجاعها في أفقٍ يتقيأ طعنَ الغدر وغدرَ الطعن
سما زعافا ،
فليفظه غروبا باهتا في عينٍ حمئةٍ ليتجشمَ راهبُنا بالعناء أن لا يكلم الناسَ إلا رمزا ، وإن كانت تزف
بشرى تمتمات تسبيحه الملائكةُ إلى ربها : "صوتٌ معروفٌ من عبدٍ معروف "، وهو سابح في ملكوت الله ،
يحلق في فضاءات من نور عرش الله ، نورٌ على نور هداه اللهُ لنوره واللهُ له يهدي من يشاء ، ولكن
شرعةَ " إن لمدادك وقلمك عليك حقا " قطعت عليه صوفيتَه ، ولم يكن له عن مذهب شرعته مذهبٌ ،
فطالما علم أن من تعاليمها السنَ بالسن ، فأرادت غريزةُ الإنسان بداخله ردَّ الدين للقلم الذي ساء به
ظنه ، ولات ملامة تحيق به إن فعل ، فامتثل شرعتَه وقال لقلمه : "لا تثريب عليك اليوم يغفر الله لك ولي
وهو أرحم الرحمن الراحمين " ، فبكى القلمُ العَمِيُّ إذ آنس من أنامل صاحبه ريحا فارتد بصيرا بعد حرجه
من الفَنَد ، واستوى على عرش صاحبه ، وخر له ساجدا لا يلوي على شئ ، وأتته على رَغْم بناتُ فكره
في حرمٍ من أضغاث أحلام فهتف بهن : اذهبن فأنتن طليقات ، فطفق يخصف تأويلَ رؤياه ، ولكنها بقيت
على جناح طائر هوى بسم الأفق في قعر سحيق ، فاحترقت الرؤى وذابت على شفة الصمت كلمةٌ من
عتب ، وزفرةُ من بوح فلبس لأْمةَ الكتابة وما كان له إذ لبسها إلا ينثر وجعه ويزفر فِلَذَ كبده ، على أجادبَ
من ورق لاتمسك ماءَ البوح ، ولا تنبت أزهارَ النزف ، فغرق حينها في ضباب من أسى شك شفيف ،
لتستفيق طفولةُ يقينه على إثْر بقايا خنجر أزرقه السم ، كانت مذيلة ببصمة لأنامل أعز
صديق له في خاصرة ظهره غدرا ، وأعظم بها من رزية حتى ولوهانت على صاحبها جبالُ الرزايا فما انتفع
بأن يبالي ، ولو تلا كربَ المصائب من طعنة يد كان أكبرُ ظنه أنها سترفع دونه صدرَها لتتلقى عنه سمَّ
الخنجر وِجاءً له ، ورُزي بأن طعنته النجلاء براحة يمين من خاب به أكبرُ ظنه كخيبة ظن قلمه فيه ،على جبل لتصدع
من عظم الجريرة التي وسع فتقُها رتقَ سماء الخطيئة وفضاءَ الذنب ، ، وما ابرئ الأقلامَ ،
وإنها وكثيرا من خَفِيِّ دواخل أعز الأصدقاء ، لأمارة بالسوء ، الآن حصحص الحقُ ، وهذا تأويل من قبل
رؤياه ، التي احتضرت وهي تستجدي من يلقنها شهادةَ حرف بلغ على جناح طائر عنان السماء ، فخرت
به الرؤيا بذات الغدر في سِجّين ، وما كلٌّ ككليم الرحمن - عليه السلام - قويٌّ أمين .
فاختنق بالصمت ، ولم يرقب به ليلُ همه ، ودجى غمه إلاً ولا ذمة ، فانبرى لكسر صوم قلمه ، وأنى له
بالعذر معذرة إلى قلبه كصنيع من خاله أعز صديق ، وأصدق عزيز ، فلدغه جحرُ القلم مرتين ، وما في
إيمانه من شك ، ولكن لؤمَ القلم تذرع بشرعته مجددا ولم يكسر لوجع صاحبه صوما لعدةٍ من أيام أخر ،
أقلت مسبقا : إن الأقلام لأمارة بالسوء ؟!
فأيقن - بعد أن شاخت طفولةُ يقينه وبَلَتها الأيامُ حتى اشتدت بالتجارب عودا ، وأصبحت كربيئة القوم رأيا -
أن لا ملجأ من الله إلا إليه ، فهتف بها هاتفٌ من سَحَر غرد بمزمار داوودي بصوت الإيك : " وإذا سألك
عبادي عني .." فسكنت بكلام ربه نفسُه إذ علم عين اليقن أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ، وتفكر في
نفسه ، فلم يجد ذاتَ أنواط يعلق عليها كبيرَ أمله ، ومنتهى مأمله ، ومرت قِدْم عينيه بضاعتُه المزجاةُ ،
فربح ربحا عظيما بيعُه : طعنةُ صديق نجلاء ،وحبيبٌ باعه بثمن بخس دراهم معدودة ، وقلم يبسط له وبلَ
غيثه ليبلغ بمداده من قَحْط الورق هشيما تذروه الرياح وما هو ببالغه . وإن كان مبلغُه سرجَ سابح .
ووالله لو رام أن يبدي لبضاعته امتنانا بما في الأرض من شجرةٍ أقلامٍ بمدادِ بحرٍ يمده من بعده سبعةُ أبحر
لما ناء بثقل رَقْمه حرفٌ ذاب على شفةٍ لم تنبس ببنت ، فكيف به إن كان سينوء بدفق حمم الألم ، وإنها
لتنوء بها العصبةُ أولي القوة .

فيمم وجهَه شطرَ قبلة يرضاها بعد أن سئم تقلبَ وجهه في السماء ، وصعّدَ بصرَه قِبَل وجهه : اللهم إني
أسألك بعزة وجهك وعظيم سلطانك ، ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام أسألك باسمك الأعظم الذي إذا
دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت ، وأعوذ بنور وجهك الكريم ، أن ترسل سماء الحرف على عبدك
مدرارا وأن لا تكله لقلم كليل طرفة عين ، وتزجي له بالكلمة سحابا ثقالا ينقله لقلب ميت ، وتحي هشيم َ
ورق جفت به الأقلام ، وترسلَ له صواعقَ البيان ليصيبَ بها من يشاء ، لئلا يجادلوا في يراعٍ شديد
المحال !! فارتجّت لدعوته حُبُكُ السماء ومالها من فروج ، وضجت ملائكةُ كل سماءبأمر ربها : بأن يارب
صوت معروف من عبد معروف !!
ورأى وميض َالبرق بين خَلَل يديه المتصلبتين نحو السماء ، ورآه عارضا ممطره ، فقطرَ الغمامُ شؤبوبَ
البيان ، وجادت كلُّ سماء بودق حرفها ، وتفجرت الأرضُ ينابيعَ كَلِم ٍفاستحالت أنهارَ بلاغة وأوديةَ فصاحة ،
وقيل يا أرضُ ابلعي قحْط َهشيمك ، وجدْبك ، ويا سماءُ أقلعي ، وغيظَ حبرُ المداد ، واستوت على جودي
الورق في بابل رزاياه ومصائبه ، لتصبح الأوراقُ في دفتره المركون في غَياَبت رفوف الذاكرة مخضرة ً،
وتنبت أزهارَ الكلمة على شفة البيان بعد أن ذوت قبل إطلاق شَكْل مداد محكمات شكْله ، لظهور حرف ،
أنضج كبدَ صاحبه ، وهاهو ملكُ مملكة اللغة وشريفُ أسياد البيان ، فليُلق خطاب الملك على مسمع
مملوكه ، بلسان المتنبي المأسور بداخله شدا بالوثاق ، وله فيه تصهال ، وليسمح له أن يمارس كبرياءه
ويعبث بعبيدٍ من مملكةحروفه ، إن العبيد لأنذالٌ مناكيد ، وما دام أعزُّ صديق زِقَّ رياح فلا وألف لا ..
أأقبض نفسه بقدر نداءاتي -التي قَهْقَه سُخْرا لها رجعُ الصدى- ، بعودٍ لنتن روحه في أطراف يدي .
لا والذي شرح بصدري ذلَّه ، وإنكسارَ عينينِ طالما غرقتُ في موج بحرهما ، وسَبْل جفنيهما وخَلج
هدبيهما ، هو أدنى من الموت منزلة ، ليعيش الهوان على الناس ، ولا يحكي الناسُ أني أستبدل الذي
أدنى بالذي هو خير ، فإن قال متنبي مِقْوَلي :
وعذلت أهل العشق حتى ذقته .. // .. فعجبت كيف يذل من لا يعشق ؟!!
فحل عقدة لسانه ببيت كهذا وافقهوا قوله بقوله :
" عواذل ذات الخال فيّ حواسد ..// وإن ضجيع الخود مني لماجديرد يدا عن ثوبها وهو قادر .. // ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد
فمن فَقِهَه سيعلم : أنيَ لما أنخت الرماح // فوق مكارمنا والعلا
وأني وفيت وأني أبيت // وأني عتوت على من عتا
::
وكل ماشية الخيزلى فدى كل ماشية الهيدبى

وكشعرة في مفرقي ماخلق الله ، وأستغفره مما لم يخلق وأتوب إليه .

ما أتعس َشخصا يقصر نورَ روحه ، وماءَ حياته في شخص !! ، ولا يعيشها إلا من خلاله ، وتحقيق رغبات
مزاجٍ بِحَظِيّهِ يتقلب !! ويزجي له بالعذر أخطاءً لم تقترفها يداه ، وما أضيقها وقتذاك !! كسَمِّ خياطٍ يُنفذ
بثَقْبه جملا كالجبل !! يسعر نارا لغيره ضوؤها ، ويحطب لرضاه بحبل غيره ، ليوافق حين غرة رضا محبوبه !!
ما أغباه ومن سار سيره !! فكيف بمن يجْعله حادي سراه ؟!! مهامهُ من جهله والعمى ، ظلماتٌ كتفُ
بعضها يزحم بعضا !! لتندى له ناصيةُ الغزالة ، ويغدو لأم دفر أضحوكةَ مساءٍ بين صديقاتها الأنيقات ، إن
كانت تعترف بصحبة ،
ومالعشقُ إلا ذلة لا ترضي سليلَ مجدٍ من نسب ، يسمو سموا في السما لتخر طيورُها له صافاتٍ
ويقبضن .
رحم اللهُ ابنَ حزم ، وكتب لكل أحمق أن يسهرَ ليله بتقليب " طوق الحمامه " ويسمع عن عشاق الأحلام ،
ليتمتم بمقال الغابر :
" أعرف أن العالم في قلبي ... مات !!
لكني حين يكف المذياع .. وتنغلق الحجرات ..
أنبش قلبي ، أخرج هذا الجسد الشمعي ..
وأسجيه فوق سرير الآلام ..
أفتح فمه ، أسقيه نبيذ الرغبه ..
فلعل شعاعا ينبض في الأطراف الصلبة ..
لكن تتفتت بشرته في كفي ..
لا يتبقى منه سوى : جمجمة وعظام .. "
ما أتعس الإنسان وخلق ضعيفا جهولا ، يضيق برحْب الأرض لتتسع له وبه طُرْقُ المظالم !! فيستعذبها
كالبارد من الماء على كبد الظمأ ..
تبا له !! وتبا لكل من نكث عهودَه وحنث بيمينه وفاءً لأستاذٍ له يعلم يقينا أن تلميذه قد فاقه ولا طاقةَ له
بتلميذه وجنودِ علمه واطلاعه ولا زال يُدِلُّ عليه وكم من دائلٍ أنا سيفه ، ليخيب بي من علق كبيرَ عشمه
على كتف ضعيف مثلي ، وقد أعذره سلفا فأبى وحمل ما أشفقت
منه الجبال وأبين منها .
فلعل من كبّر بي العشم أن تجود نفسُه بعذر لي -إن لم يخشَ موجا وعاصفة ، وأبحر فكان مصيرَه
الغرق ُ-
هذا عشم من خان العشم ..
:

أَدْنُوْ فَتَنْأَى بِالْحَبِيْبِ الْتَّنَائِفُ

::ليلة لها الله ، ويكأنها ألف سنة مما تعدون ؛ تطاولت بها يد الردى فطالت كل طَول ولم تبرح حتى أسقته من آسن كدرها غصصا مذاقها الفقد ، وأحفت أمام ناظريه مَن ذُقْنَ مرارة الثكل فَمَشَيْن لاحبَ الصمت حُسَّرا عوانٍ على مرأى منه !ولم يكن له حين يهم بشئ إلا أن يزجي عزمه بين يديه وليس للعواقب منه حظ إلا ما يخلفه وراء ظهره ، فلا عبرت به ساعة لا تعزه إن صحبته مهجة تقبل الظلم لئلا يجهر بالسوء من القول ، ولعل له من الله بالجهر عذرا والناس من جهل تلومه .وهل إلا على أمثاله تنوب الخطوب ؟! وتدور صروف الدهر ؟! وتشتفي منه عاديات الوقت وجائرات النوائب ؟! فيقف لها طودا لا تهن مراقيه ، ولا تسلك مسالكه إلا بشق النفس وجاهد الجهد! فلم يخفض له في مهامه تيهه العزم رأسا ولم تسبقه غاية وهو معبد قصبات سبقها !ترمي الأيام - غدرا - شواطئ البؤس وأمواج الأسى فيُشرع سفن اليأس بحبل متين من الصبر قوافلَ فألٍ تظللها سوانح الطير ، وتسجر لها حداء مسيرها المطوقاتُ إذ شط بأحبته مزارٌ يدنو له فتنأى بحبيبه تنائف يدلج في مفاوزها السرى ليصل المسير بالمسير والنوى بالنوى حتى إذا حار الدليل ومل الحادي وعرّس الركب اكتحلت عيناه السهد واختضبت وسنا لا يقر له إلا بطارق طيف سامرُ جفن ، فيتلقف الليل الهرم بنفس ذات مقةٍ تخامر صَبَّها لذةُ رِيِّه صفو الوداد منهلا وعذب الوصل مشربا ، فتنيله جوائب رأسه واديا غير زرع يستبيح فيه حرمة الود ، وعلى غيره ممن حَلّه حَرَم ، ولم يُبَح له بدار لم يعفها قدم إلا ساعة أو بعضها من نهار ، غير مستخفٍ بريبة ولا مستوزرٍ غِبَّ ذنب ، فيميد به وهد حلمه أرضا فترتفع له أعلام الوصل وألوية نيل الإرب غيمةَ سماء في يوم صائف يثقلها الماء و يقتلها الظمأ ، فلم يصبه وابل طلها شربة وصل إذ ضنت بها على كبد رطبة ولا أجر لها إن كانت عنه غنية بختر الذمم ، وحل عقد المواثيق التي لم تحكم عقدها على سارية الذكرى بيد مرتعشة !.أما هو فلا يزال يسير محدثا نفسه بحكايات يَئدها ما يَقر في نفسه من سعة الأرض التي لا تبللها سحابةُ صيف ، ولم يرض أن تدخل بكبده الجنة ، وحديثه يطول